الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية منصف بن مراد يكتب: هل إنّ أرواح شهداء الجيش والأمن والحرس أقلّ قيمة من حيـاة أبـنـاء السيـاسيـيـن؟!

نشر في  05 أوت 2015  (10:33)

منذ ثلاث سنوات وأبناء تونس من الجيش والحرس والأمن يستشهدون وهم يدافعون عن شعبهم وأرضهم بكلّ بسالة وفداء،  وفي الأثناء فإنّ صورا تلتقط للرؤساء والوزراء لتبثّ في التلفزات وتنشر في الصحف بغاية تلميع صورة الحكّام.. وبينما تواصل ماكينة البروباقندا دورانها، تفقد عائلات  الضّحايا دماءها وأحلامها في صمت مريب..  ولقد رأينا ـ في أكثر من مرة ـ  الرؤساء والوزراء يؤبّنون ضحايا الارهاب ثم تترك العائلات لمصيرها المحتوم، وهي عائلات لا تنتمي ـ طبعا ـ الى الوسط السياسي ولا الى الميسورين بل الى الطبقات الوسطى والفقيرة لأنّ أبناء «الكبار» يعملون في دنيا الأعمال و«البزنس» وهم ينعمون بالرّخاء والرّفاه.. لم يحدث أن سمعنا أو قرأنا ـ ولو مرّة ـ خبرا واحدا يعلن فيه انّ واحدا  من أولاد «الهاي كلاس» أو من الأحياء الراقية وقع اغتياله وهو يؤدي واجبه العسكري ـ إن كانوا يؤدون الخدمة العسكريّة طبعا ـ  علما انّ الجنود والحرس والأمنيين هم حماة كل شبر من هذا التراب سواء كان ذلك في الصحراء و في المدن الرّاقية!

وفي سياق متصل، وبعد انتظار طويل كنّا نأمل انّ يتضمن قانون مكافحة الارهاب فصلا يضمن حقوق عائلات الشهداء ماديا ومعنويا، وكذلك تخصيص منحة بمائة وخمسين ألف دينار ـ على أقلّ تقدير ـ لكلّ عائلة شهيد بما يساعدها على مواجهة الظروف الصعبة التي وجدت نفسها فيها...
وهنا لابدّ من التذكير بأنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة تقدّم لعائلة كلّ جندي يقتل على الميدان أو من قبل ارهابيين ما يناهز 104 ملايين من مليماتنا عن كلّ سنة عمل فيها في صفوف الجيش مع تعويضات أخرى في حين انّ عائلة كلّ قتيل ضمن القوّات الأممية تحصّل عمّا يناهز 700 ألف دينار..
وبعيدا عن المقارنات، فقد كان يتعيّن ادراج فصل من قانون الارهاب يحمي عائلات الشهداء..
والسؤال المطروح، لماذا لم يتفطن النواب الى هذه المسألة الهامّة عندما كانوا يدرسون مشروع قانون الارهاب، ولماذا لم تهتمّ الترويكا والمنصف المرزوقي بهذا الموضوع الحسّاس عندما كانوا في السلطة يقرّون تعويضات ضخمة فاقت 600 ألف دينار لبعض الذين فصلهم نظاما بورقيبة وبن علي عن شغلهم، ولو انّ عددا منهم  لهم مورد رزق أوشغل يضمن نفقات العائلة أو حتى أكثر!
وماذا عمّا تردّد من أنه ـ وخلال مناقشة اللجنة لمشروع قانون مكافحة الارهاب ـ  تمّ سحب فصل يقضي بتخصيص منحة هامة لكلّ عائلة من عائلات الشهداء؟ واذا صحّ ما تردّد، من حقّنا أن نسأل لماذا لم يقدم أيّ عضو مقترحا في هذا الشأن؟

وللأمانة فقد علمت أنّ رجال الأمن يعيشون حالة من القلق، فقد كانوا ينتظرون رصد  مبلغ هامّ لعائلات من تمتدّ اليهم يد الارهاب وهم يدافعون عن هذا الوطن حتى يطمئنوا على عائلاتهم،  كما كانوا ينتظرون أن تنتفع الأرامل بجراية، وتمكين أبناء الشهداء من ضمانات لمواصلة دراستهم وانتدابهم، كما أرهقهم نظام 12/12 ساعة من العمل في اليوم!
..ولئن لم يتخذ أعضاء المجلس التأسيسي قرارات تكفل حقوق عائلات الضحايا في عهد الترويكا لأسباب واضحة وربما خطيرة، فقد كنّا ننتظر من نواب نداء تونس وحزب النهضة ان يقرّوا الاجراءات الضرورية لحماية هذه العائلات، لا سيما أنّ النّواب يتمتّعون اليوم بالأغلبية  وبجرايات محترمة وبكلّ الامتيازات.. وبالمناسبة لا بأس أن نذكّر بأنّ نواب التأسيسي يتمتّعون بجراية تقاعد لا تضمن ـ عادة وقانونا ـ الاّ لمن يقضي عقودا في في الشغل.
انّ على نداء تونس والنهضة ونواب مجلس الشعب وخاصة رئيسه السيد محمد الناصر ان يجدوا حلا لتأمين ظروف العيش الكريم لعائلات الشهداء والا اعتبرنا انّ حياة الجنود والحرس والأمن لا قيمة لها بالنسبة اليهم.